الأربعاء، 19 يناير 2011

في حب الاسكندرية لمعلوف

كما قلت في تدوينتي السابقة أنه لم يصور أحد البيئة العربية بشكل دقيق حسب علمي إلا معلوف أو ميشيل معلوف وهو فنان لبناني الأصل سكندري النشأة والهوى ومن يتابع قصص بمبة المفترس لا بد ان يلمح شيئا من مناظر الحارات أو الحواري التي تفوح منها نكهة شعبية قريبة لقلبنا

مرفق في هذه التدوينة قصة نشرت بمجلة باسم قديما واعيد نشرها من فترة قريبة  ووجدتها في جروب على الفيس بوك نسيت اسمه للأمانة ولربما كان جروب مجلة باسم فلزم التنويه

الرسوم تتكلم عن مدى عشقه للمدينة وعن احساسه بتغيرها ولربما كان صادقا جدا في مخاوفه


















الاثنين، 17 يناير 2011

عندما ترسم كأنك تصور فيلما سينمائيا

أكثر ما يعجبني في قصص الاستربس أو الشرائط المصورة هو التفاصيل. الإغراق في التفاصيل يعطيني متعة بصرية تضاف إلى متعة القراءة ، إن كنت من عشاق الكوميكس الأوروبي فهم الرواد في ذلك

عبر عدة تدوينات سأطرح نماذج لرسوم مقتبسة من قصص نشرت في الكوميكس الفرنسي والبلجيكي لترى مدى دقة الفنان في الرسم ومدى الحرفية وعيشه للتفاصيل وكأنه عاش القصة بكل تفاصيلها بل ودرسها بعمق قبل أن يرسمها

سترى أنه زار أماكن واقعية ورسمها بل حتى وجوه الأشخاص هي ليست وجوه من الخيال بل استمدها ممن يعرف من أصدقائه أو أعدائه أو حتى السياسيين والمشاهير ، هذا الاتقان والحرص على الكمال ولد قصص خالدة لا أعرف بالضبط كم استلزم رسمها ولكن اعتقد ان صورة فقط في صفحة منها قد تحتاج لأيام من العمل.

سأبدأ مع شخصية عزيزة على قلبي هي المفتش نبيه وسترون أن الرسام (أو لنقل الرسامين الذين تعاقبوا عليه) اتقنوا في تصوير مفتش خاص ذكي يعيش في باريس حتى اخرجوا لنا هذه القصص التحفة

من الألبوم الأول للمفتش نبيه ترون هذه الصورة المشهورة والموجودة في ويكبيديا




هل تلاحظون الأزقة ؟ الرسام الذي يرسم في وسط الشارع ! أليس من الممكن أن الفنان قام بنفس الجلسة ورسم بعض الرسوم الاولية هكذا ؟ المرأة التي تنشر الغسيل أو تنفض سجادة صغيرة ؟ أصيص الزهور على البلكونة ، الأولاد الذين يلعبون في الحارة ، الاعلانات المختلفة على الجدران ولافتة الفندق ، انها كاميرا سينمائية وليست ريشة رسام فقط !!

من الألبوم الثالث للمفتش نبيه والمعروف باسم السيارة الغارقة سأضع لكم بعض الصور لأشجعكم على رؤيتها كاملة


تبدأ القصة بوصف منطقة تدعى خطوة اللئيم حيث هناك قلعة لها طريقها يربطها باليابسة يظهر وقت الجزر وتغمره المياه وقت المد البحري ولا أعرف إن كان هذا المكان حقيقيا وهذا هو المتوقع ولكني أعرف أن بفرنسا جبل مشهور أو لنقل صخرة مشهورة هي صخرة سانت ميشيل أو القديس ميخائيل أو ميكائيل وبها نفس الصفات وربما عدت لأتحدث عنها لاحقا

ترى الطريق لها والذي تسبب بغرق عدة أناس بسبب عدم انتباههم لمنسوب المياه عند العودة وهنا تبدأ القصة حيث يستدرج أحدهم ثريا ليزور القلعة ويفرغ خزان وقود سيارته ليموت في هذا الطريق وكانه قضاء وقدر مع أن الأمر مدبر !! تفكير إجرامي ذكي !!

في الصورة مربع صغير من صفحة كاملة تصور القارب عندما يقترب ويبدأ باكتشاف سيارة غارقة في الأفق !! لو طلبت مني رسم هذه اللوحة لاستغرق العمل أسبوعا ولن تكون بهذه الدقة والجودة ، أنظر للمطر وللموج وللقلعة في الخلفية والطريق قد طغى عليه الماء

منظر من القرية القريبة من خطوة اللئيم والتي ستجري بها بعض التحقيقات ، لاحظ العامل الأفريقي في الميناء كالعادة في تلك القرى


منظر آخر من القرية لاحظ بقايا الماء في الطريق بعد يوم ممطر وشجرة العنب في البيت ، إنها كاميرا وليست ريشة


منظر آخر من القرية الساحلية ولاحظ الصياد بغليونه ولا أدري ماذا يفعل فلربما كان يصلح الشباك ليصاد لاحقا ، هل لاحظت النوارس؟ في دول البحر الأبيض المتوسط النوارس متلازمة مع الشاطئ

في القرية أيضا لاحظ الكنيسة ودقة البناء والتمثال الذي ربما كان لشخصية مشهورة والقريب منها ، لا تقل لي أن عمود الإنارة وأسلاك الكهرباء لم تذكرك بالماضي !!


في باريس حيث مكتب المفتش نبيه وترون اللافتة التي تحمل اسمه جيل جوردان ومن لافتات المحلات لا استبعد أن الرسام اختار مكانا حقيقيا يعرفه ورسمه كمكتب لشخصيته ، لاحظ إشارة المرور ونمرة السيارة ومنظر الناس وهم يلبسون المعاطف والقفازات فالجو بارد في زمن قصتنا كل هذه التفاصيل لا تغيب عن الكاميرا ... آسف ريشة فناننا

في باريس في الطريق لمقابلة شخص يدعي معرفة معلومات عن القضية ، لاحظ الطريق وبرميل القمامة وصديقنا القط !!

على السطح أثناء ملاحقة المجرم ، المداخن والمناور التي تستخدم لادخال الضوء للعمارات منظر سينمائي جميل بريشة الفنان

الآن لرسوم توضح زيارة صديقنا المفتش نبيه للقلعة لعمل المزيد من التحريات والقدوم أثاء الجزر والطريق مفتوح


 وها هو يستكشف مخبأ مغلقا بعد سقوط المفتش زكي في حفرة ، لاحظ الموج و الصخور والنورس  !!

المجرم يراقب لفتش من علو في إحدى زويا القلعة ، هل لاحظت الأخشاب ؟؟ رسم كهذا لا بد أن صاحبه شاهد المنظر قبل رسمه أو أنه مهندس معماري !! نعم أعرف أنك لاحظت أعشاش الطيور هذا طبيعي فالكاميرا لا تنسى شيئا !!


وهم في طريق العودة وقد بدأ المد وسيكتشف اصدقاءنا أن خزان وقود سيرتهم أفرغ كذلك ليتعرضوا لخطر الغرق كذلك ، الصورة تتكلم و لا داعي للتعليق عليها



هنا تظهر عبقرية نبيه ورسامنا الذي يرسم براءة اختراع قداحة من مفك وقليل من الزيت والمناديل ، لا بد انه متخصص برسم السيارات وأنه كان عاشقا لها


الصور التالية نشرت على الغلاف الداخلي للألبوم الأخير لقصص المفتش نبيه والذي ألفه اصدقاء مبتكر الشخصية بعد وفاته بعشر سنين وفيه قاموا بعدة قصص قصيرة تظهر محاولة انتقام الأشخاص الذين ألقى نبيه القبض عليهم في قصصه ، نعم كان مبتكر شخصيتنا لا يجعله يواجه الشخصية أكثر من مرة ولم يكن يفكر بانتقام أي احد منه
المهم ستجدون في الخلفية مناظر حقيقية من باريس الستينات والسبعينات وبجانبها شخصيات قصتنا وهم جزء لا يتجزأ منها
الحكم لكم ولكن عن رأيي فإني اتمنى لو وجد رسام عربي يرسم القاهرة وربما دمشق كما فعل تيليه بحسب علمي لا أعرف سوى معلوف الذي رسم قليلا من مناظر الاسكندرية ولربما وضعت قصته عنها لاحقا



















إلى لقاء قريب